قصة بعنوان: كلماتي صنعت أمجادي

كلماتي صنعت أمجادي

صوت ملأ المكان أدبا وعلماً وفصاحة، وصل صداه إلى كافة الأرجاء منذرا بباحث يشق طريقه نحو أول بحث له.

كان عصام في الغرفة المجاورة وسمع الصوت وإذا به ينادي مجدا أن يغلق التلفاز فالصوت مرتفع.

لم ينتبه مجد للنداء فقد كان مشغولا بالاستعداد لإلقاء بحثه وتقديم النتائج للجنة.

ضحكت الجدة صفية وتنهدت أن بارك الله بابنها وأشارت بصوت لا يكاد يسمع لخارج المنزل لعصام أن ابن عمك يؤدي تجارب لا يستمع إلى التلفاز.

أصاب عصام الشجون فقرر أن يرى الأمر بنفسه ليرى حقا مجد من على كرسيه يخيل إليه أن كافة الحضور في المكان وأنه يستعرض مختلف جوانب بحثه من على شاشة العرض الكبيرة خلفه.

ظل يستمع إليه دون أن يقاطعه، بينما مجد يتنقل بمرونة بين مختلف الفصول إلى أن وجه نظره تجاه الباب ليرى الجدة صفية التي تسللت مؤخرا وعصام يصغيان لما يقول.

أصابه الخجل غير أن عصاما أومأ إليه بالمواصلة.

وبعد أن أنهى خطابه والذي لم يشبه غير استخدام كلمات قليلة في اللغة الإنجليزية في غير موضعها وربما بتكلف.

تمهل مجد قليلاً وقال: "بالفعل، لست جيداً فيها إنما لدي بعضها وأحاول وأواصل التعلم، إنما ليس لدي متسع من الوقت، وكما ترى أحاول تحسين بحثي ليرقى لما أصبو إليه".

ابتسم عصام قائلاً: "المشكلة يا مجد أننا نحاول أن نتعلم الكثير من غير تنظيم فترانا تارة نحفظ بعض الكلمات وبعد أيام ننساها، وتارة نجد بعض الكتب أو الدروس إنما نستمتع بها وتزول الفائدة بعد فترة، نعم ربما تظل الحكمة لكن المفردات اللغوية لا تبقى معنا، وما يؤلم أكثر هو أننا عندما نحتاج أن نستخدمها لا نستطيع الوصول إليها".

مجد: "نعم كما قلت، وما الحل إذا!!!؟"

عصام: "ديننا الإسلامي الحنيف يعلمنا أن قليل دائم خير من كثير منقطع، خذ معك مفكرة صغيرة أو دفتر ملاحظات وقم باختيار كلمة تحتاجها حقا من ثم ضعها في كلام مفيد من ثم تمرس عليها، وهكذا كلما سنحت لك الفرصة."

مجد: "يبدو الأمر مثيراً لكن الواقع أنني مشغول حقا".

عصام: "إنك تضيع وقتاً طويلاً في الانتظار، في المنزل وعند خروجك من المنزل، وفي كثير من نشاطاتك اليومية".

مجد: "حسناً، ولكن كيف أختار الكلمات..!!؟"

عصام: "في البداية، اختر الكلمات التي تحتاجها التي تحاول دائماً تذكرها واستخدامها من ثم تعلم الكلمات في ذات المجال".

مجد: "حسناً أفعل".

وتمر الأيام، يخرج للصلاة في المسجد وبينما هو ينتظر إذا به يراجع الكلمات ويتمتم بها، ويذهب إلى زملائه وبينما يأخذ قسطاً من الراحة إذا به يراجع كلمات جديدة بل ويحاول استخدامها في جمل مختلفة إلى أن صارت معه حصيلة لغوية من مفردات في مجاله.

ويأتي يوم الحسم، وإذا به منشغل مع أحد الحاضرين لا يأبه كالعادة للاستعداد للوقوف بين يدي اللجنة حتى اكتمل الحضور وذهب ليستعد وجلس على الكرسي.

وما أن بدأ النقاش إلا وبدأ يتلاعب بالألفاظ ويبين أن بالإمكان القول في المسألة كذا أو كذا.

فإذا به يقلب في مختلف أوجه المسألة مبيناً الحلول التي وصل إليها مستخدماً الكثير من المفردات شاداً انتباه اللجنة من عدم استخدامه اللفظ أكثر من مرة.

ما أن انتهى النقاش إلا ورفعت اللجنة القبعات وصفق الحضور للأداء المتميز الذي قدمه مجد.

ومضة: "هي عادات صغيرة لا تأخذ من وقتنا الكثير لكنها تصنع فرقاً كبيراً في الأداء، فقط ابدأ بالمتاح وحسن مع الممارسة".

✍🏻 جمال عبدالناصر الهويش

30 Jun 2025

5 Muh 1447

اضغط هنا لتجربة التطبيق

Comments

Popular posts from this blog

Scrape Website Data into Excel and PDF with Python

3 Reasons to Try “Learn 5 by 5” – The Most Inclusive Language Learning App

The Ultimate Guide to Boosting Your Group: How to Use a Telegram Bot for Auto-Adding Members to Your Telegram Group